مهرة رهطاوية
عدد المساهمات : 83 تاريخ التسجيل : 20/09/2013 العمر : 32
| موضوع: معادلة رياضي بسيطة ادارة واباء وابناء تربية حسنة وجيل واعد السبت سبتمبر 21, 2013 2:34 am | |
|
[size=12] معادلة رياضية بسيطة : ادارة اباء وابناء = تربية حسنة وجيل واعد ..
فلست أغالي ولا أزايد في ذلك العنوان فهو حقيقة موجودة في هذا الزمان الذي أصبحت فيه الفتن تحيط بنا من كل مكان وتعرض علينا ليلاً ونهار .. فتنُ كقطع الليل المظلم ، ومما لا شك فيه أن أطفالنا يتأثرون بهذه الفتن ويعانون منها وقبل أن أتكلم في تلك المعاناة وذلك الخطر الذي يحيط بأطفالنا وأبناءنا فإنني أود أن أنبه إلى عدة نقاط نرجو من الآباء والإدارة المدرسية التي باتت جزءا لا يتجزأ من التقويم الصحيح والتربية لابناءنا ان يعوه جيدا ويعملوا به .فأبناءنا يقضون أغلب وقتهم وأكثر من تواجدهم في البيت يقضونه في المدرسة .
فبرأيي لو كان هناك تعاون بين الادارة المدرسية والآباء في عصرنا لما وصلنا الى ما وصلنا اليه من تراجع في القيم والمبادئ ولما تأخرنا في المجالات التعليمية عن باقي الشعوب ولما سبقنا الغرب ... اطفالنا وأبناءنا هم تلك الزهرات الندية ،والبراعم الطرية وهم زينة الحياة الدنيا وبراءتها التي يهفوا لها كل حي ، هم نواة المستقبل والحقيقة ،هم الجيل الناشئ على الخير والإصلاح وهم من سيكشف الغمة عن الامة ،هم هؤلاء الذين سوف يكفلون استمرار الامة المسلمة والنقباوية البدوية خاصة.
نحن نعيش في مجتمع بات التصحيح في التربية شيء صعب في ظل المعوقات التي نراها وقد اقتحمت كثيرا من العقول قبل ان تقتحم البيوت او المدارس في اثر الانفتاح على الغرب والتقليد الاعمى لما يرى في المرناة او التلفاز او ما يتنقل عبر صفحات الشبكة العنكبوتية وصفحات التواصل الاجتماعي .فهنا مثلا التعاون بين الادارة المدرسية والآباء في توعية الابناء عن مخاطر الشبكة العنكبوتية وكيفية استعمالها الصحيح وتعاونوا على جعل الابناء يستعملوها للفوائد وليس لغيرها كما نسمع اليوم ولما وقع الكثير من ابناءنا ضحية لها .
فقد أمست وسائل الاعلام اليوم بأنواعها وقنواتها المتعددة ومواقعها التي تجذب وتشد انتباه الكثير لها تأثير كبير على عقول شبابنا وأبناءنا اليوم وتشكيل افكارهم وتوجيه سلوكهم لما فيها من اساليب الاثارة والتشويق .ولكن ان تساءلنا يوما عن كيفية التعامل مع هذا الشيء من خلال التعاون المفروض ان يكون بين الادارة المدرسية والآباء والأبناء والذي لا يوجد اليوم نهائيا في نقبنا للأسف . فمدارسنا اليوم والآباء كذلك لا يعون ولا يدركون درجة وأهمية الموضوع ومدى تأثيره على المدى البعيد علينا وعلى مجتمعنا ، ولا مستوى المسؤولية التي انيطت بعاتق كل منهم والتي يتوجب عليهم كذلك حملها وأداء الامانة والتربية الصحيحة للأبناء ليكونوا من ينقذ الامة .
لا شك طبعا ان سنوات الطفل الاولى وريعان الشباب هي من اخصب اوقات التلقي للتربية الحسنة والعلم كذلك " العلم في الصغر كالنقش في الحجر " فهي المرحلة الاساسية لغرس الخصال الجميلة في ابناءنا ففي هذه الفترة يتسم بها الطفل بالقدرة على التلقي والمحاكاة والاكتساب فلنكن جميعا قدوة وان نربي على القيم الجميلة التي يتسم بها مجتمعنا البدوي والنقباوي ولنكن جميعا يد واحدة متحدين على ان نجعل من ابناءنا ثمرة صالحة وتكوين شخصية طرية يكن لها اثر بالإيجاب على مجتمعنا .نتعاون معا ولا ينسى كل منا دوره في هذا . مثلا المعلم والمربي الجاد والذي ينوي ويعزم على التغيير وعلى انشاء جيل صالح يتحبب اليهم ،يغرس في نفوسهم المبادئ العالية عن طريق بان يكون مثلا اعلى في سلوكه وأقواله ،يصنع منهم الشخصية الجادة المحبة للعلم العازمة على التغيير يرسم لهم طريق النجاح ويدلهم عليها ويسوقهم اليها بخطى ثابتة ليتعلموا فن التخاطب والقراءة وقوة الطموح ، تكثيف الحوار والنقاش حول المواضيع والظواهر الموجودة في مجتمعنا فيكون بمثابة توعية لهم وكذلك يعزز العلاقة بين الطالب والمعلم لينتج جيلا من اصحاب المواهب والابتكار فكثيرا ما قد نسمع عن معلم بسببه احب الطلاب الموضوع وأكملوا طريقه ،وكثيرا نسمع عن العكس كثيرا من الطلاب اعتزلوا الدراسة بسببه للأسف ،فهذا كثيرا ما يبين ان للمعلم والمدرسة دور اساسي في التربية والتأثير .
[ltr]فكثيرا ما نسمع من الادارة ان التقصير يكون من قبل الاباء ونسمع العكس كذلك من الاباء بان المدرسة هي المؤسسة التي تبني الجيل الواعد وبها وبسببها يكون التأخير والتراجع في القيم ويتهمون بعض المدرسين بالضعف وعدم الشعور بالمسؤولية .[/ltr] [ltr]إلا اني ارى ان المسؤولية تقع على عاتق كل من الادارة والآباء [/ltr] [ltr]فلو اننا جلسنا نعدد الجوانب السيئة وأخطاء بعضنا لن نتفق ولن تصلح لان تكون معادلة رياضة بسيطة .[/ltr]
[ltr]عندي لكم بعض النقاط سأتطرق لها لو فعلتموها وتعاونتم فيما بينكم ونسيتم ما مضى سيتغير الحال بكثير نحو الاحسن .فان تعاهد الاباء والمدرسة على ان يكرسوا انفسهم لأجل التربية وليس لأغراض اخرى اضمن لهم وأعي ذلك بأن ينشأ جيل صالح مبتكر وكلي امل بذلك[/ltr] - دور المدرسة هو مهم جدا وهو الذي يؤثر على صقل شخصية الطالب فمراعاة ذلك واجبة من قبل الادارة والمحافظة على الدستور والنظام داخلها ومحاولة زرع تلك القيم في نفس الطالب حتى ترافقه اينما كان وتكون هي الحائل بينه وبين الطريق الغير نافع . - عدم الشعور بالضعف من قبل المدرسين والخوف او الحياء من استشارة الخبراء في كيفية التعامل مع الطالب وكيفية تربيته بصورة صحيحة . - الشعور بمدى كبر وأهمية المسؤولية والعمل بضمير مع الطلاب وأداء الرسالة التدريسية التربوية . - لتعزيز العلاقات بين الطالب والمعلم يجب على المعلمين ان لا يكتفوا بالاهتمام بالطالب فقط في مجال الحقل الدراسي والمبنى المدرسي وإنما يجب متابعته بعد المدرسة وخارج المبنى الدراسي ومحاولة التواجد بجانبه بوقت دائم والتعرف على عائلته وظروفه والتواصل مع الاهل بشكل دائم . - نرى اليوم انه كثيرا ما يشتكي بعض المعلمون في مدارسنا بعدم سؤال الاهل عن الطلاب وعدم الذهاب الى المدرسة لمتابعة اخباره لانشغاله الدائم بالعمل وجلب لقمة العيش . إلا اني اظن انه من الممكن تخصيص ساعة اسبوعيا او حتى على الاقل شهريا لمتابعة اخبار الطفل من قبل الاهل فذلك يقوي مفهوم الذات لديه ويشعر انه مهم لأهله وانه يلاقي اهتمام كبير فيهتم هو ويجتهد ويحاول نيل اعجاب اهله ويجعلهم فخورين فيه. لربما تظنون ان ساعة لا تأثر في نفسية الابن الا انها في الحقيقة تعني له الكثير .. - الجلوس مع الابن في البيت محاورته ومصارحته وسؤاله عن اخبار دراسته وعن زملائه ومساعدته في حل الواجب البيتي والاهتمام بمأكله وراحته وشرابه والعمل على الترفيه عنه بجلسات عائلية .فذلك ان لم ينمي حب العلم والقيم السامية والاحترام والصدق عنده فهو قد يعزز كذلك العلاقات الاسرية فتصبح متماسكة اكثر . - الاكثار من التوعية من آفات المجتمع التي انتشرت في مجتمعنا اليوم ونسمع عنها الكثير فنحذره منها ونعلمه مخاطرها وننظم توعية منها كالدخان والكحول والعنف الذي انتشر في نقبنا في الاونة الاخيرة بين الشباب وراح ضحيته الكثير،وسائل الاعلام ومضراتها ،الغزو الفكري للغرب ،مخدرات ،التقليد الاعمى للغرب وتقليد القشور ،العفن الفني والدناءة في الفن العربي خاصة والاستهزاء بالقيم الفنية وتحويلها لإباحية بدل من تكون معبرة عن فن سام راق .في هذه النقطة ممكن ان يشترك ويتعاون كل من الاباء والابناء والمدرسة على تنظيم ندوات جماعية من خبراء اجتماعيين يعملون على توعية جميع الاطراف .. - وجود المرح والترفيه داخل المدرسة وفي البيت كذلك فذلك يضفي الى الروتين اليومي للابن " من المدرسة الى البيت ومن البيت الى المدرسة " جوا من الفرح ويساعد على غرس القيم الاجتماعية كالمحبة والألفة بينهم . - لكي نربي ابناء مبتكرين علينا ان نضيف الى النظريات التي تعلم والقيم التي تحكى في الهواء بعضا من التطبيق العملي كزيارة مواقع تاريخية اسلامية والآثار للحضارة البدوية العريقة والصفات التي تحلو بها سابقا والتعلم من خلالها قيما ومعلومات تفيد المجتمع وعندنا الكثير منها في نقبنا خاصة وفي البلاد عامة . - حث الطلاب والأبناء على تحيد الرؤية المستقبلية لحياته فذلك يجعل من ه هدف سامي يطمح الوصول اليه ويضمن عدم انحرافه عنه ومعرفته بالأمور التي يحب ان يفعلها مستقبلا يجعله يحدد مصيره ومهمته نحو المجتمع ابكر قدر الامكان حتى يبني خطاه ليحظى ذلك الشرف. اني والله قد كتبت هذه الكلمات لاني اشعر بالحزن والأسى على حالنا اليوم وحال ابناءنا كذلك. وان العين لتدمع والقلب لينزف من ما يراه اليوم من تراجع في القيم والآداب عند طلابنا وأبناءنا وارجوا ان تأخذ تلك النقاط بعين الاعتبار من قبل الاهل والمدرسين وان يعي الجميع خطورة الموقف الذي وصل اليه حالنا . فلنضع ايدينا فوق بعض ولنتعاهد على تربية جيل صالح .ولنتحد فالاتحاد قوة لا يكسرها ولا يقف بوجهها شيء فلا يتهرب كل من مسؤوليته ودوره الذي لا يمكن الاستغناء عنه فهو ضرورة لإنشاء جيل بدوي نقباوي قدوة لغيره . اخيرا وليس اخرا فضلا وليس جبرا ارجوا انه قد افادكم ما خط قلمي وانه قد لقي اذان صاغية وعقول وجلة تفهم وتعي وتدرك الامر ،وكلي امل بان يتم التغيير للأفضل عما قريب ونسأل الله ان نعيش لنراه ونرى ثمرات جهودنا التي هي بمثابة تغذية لهم .
بقلم : مهرة رهطاوية ![/size] | |
|